الإزدحام المرورى ووسائل النقل الجماعى
الإزدحام المرورى ووسائل النقل الجماعى

***الثقافة العامة***

ربما السبب في ذلك يعود إلى وجود ثقافة عامة سلبية لدى الجمهور عامة حول استخدام هذا النوع من المواصلات، وقد يكون نشوء هذه الثقافة سابقاً هو طبيعة وشكل وسائل النقل التي كانت مستخدمة في السابق، إلى جانب سهولة الحصول على رخصة قيادة وامتلاك مركبة، وبالطبع هذا أدى إلى زيادة متصاعدة في أعداد المركبات، الأمر الذي ساهم في تعود الجميع على النقل الخاص والابتعاد قدر الإمكان عن وسائل النقل الجماعي.

وهنا العامل الأهم هو العامل الاجتماعي المتمثل في تغيير النظرة العامة لدى الأفراد إلى وسائط المواصلات العامة، لأنه في الماضي وما زال الآن بعض الشيء، ينظر الناس إلى تلك الوسائط على أنها مخصصة لانتقال العمالة غير المؤهلة وذوي الدخل المحدود غير القادرين على امتلاك سيارات خاصة، أي أن هناك نظرة دونية، ولكن يجب في المرحلة المقبلة النظر إليها نظرة عملية واقتصادية، لكونها غير مكلفة مقارنة بالمواصلات الخاصة، حيث يتم الفصل بين الذهاب إلى العمل وبين القيام برحلة نزهة أو زيارة، فليس هناك ما يمنع من الذهاب إلى العمل في وسيلة نقل عامة دون حاجة إلى تخصيص مركبة لهذا الأمر، أما النزهة والزيارة فتخصص لها هذه المركبات.

ولا يمكننا إنكار أن جميع الحافلات التي كانت مستخدمة قديما لم تكن تشجع على استخدامها لسوء حالتها الداخلية والخارجية إلى جانب الممارسات التي كانت تحدث فيها من حيث الرائحة أو الإزعاج وغير ذلك. وللتخلص من الثقافة السائدة بين أفراد المجتمع للحافلات، بدأت الشركات المتخصصة فى النقل الجماعى بالعمل جدياً على إحداث تغيير جذري في طبيعة هذه الوسائل، وأولى خطواتها في ذلك كانت استخدام الحافلات الحديثة تحتوي على مميزات متطورة ومريحة، ، إلى جانب تزويدها بتقنيات متطورة وشاشات عرض، ومصابيح فردية صغيرة للقراءة ملحقة بالمقاعد، وغيرها من المميزات.

 

***المميزات الفعالة فى النقل الجماعى***

 

هناك كثير من التحولات الكبيرة التي يشهدها المجتمع قد يكون من أهمها ارتفاع معدل التحضر وزيادة عدد المدن واتساع حجمها وزيادة عدد سكانها، وبسبب تزايد عدد سكان المدن وارتفاع مستوى المعيشة وتبعاً لتزايد عدد المركبات في الطرقات فقد أضحى الازدحام المروري والتلوث مشكلة تؤرق الجميع "المسئولين والسكان"، ويبدو أن الجميع يتفق على أنه لا بد من إيجاد حلول لهذه المشكلة لذا لا بد من تكاتف الأيدي والتعاون بين الأفراد والمؤسسات ذات العلاقة، فهناك إجماع على أن المشكلة المرورية داخل المدن تحولت إلى أزمة خاصة في المدن الكبيرة وبات من الضروري الإسراع في معالجتها حتى لا تترهل المدن وتتوقف عن الحركة ويصيبها الإعياء وهذا بلا شك له تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة.

من الجدير بالذكر هنا ان فوائد النقل الجماعي بواسطة الحافلات تساعد على تخفيف الازدحام المروري وحماية البيئة من الأدخنة المنبعثة من عوادم المركبات، والاعتماد على النقل الجماعي بدلاً من المركبات المتهالكة، وكذلك ضبط حركة مركبات الخدمة وتنظيمها ووضع ضوابط لها، إضافة إلى تحديد المسافات المقطوعة وتحديد كميات الوقود المستهلكة.

فعلاوة على مميزات النقل الجماعي فهي تتسم بالسرعة والسلامة والانتظام والراحة النفسية، ونظافة البيئة وجدواه الاقتصادية، وتقلل التلوث البيئي واستهلاك الطاقة وتقلص تأثير الضوضاء إلى الحد الأدنى وتخفف الضغط المروري على جميع الطرق، إضافة إلى تنشيط السفر البري وحرية التنقل بسهولة، بالإضافة إلى تقليص وقت التنقل بين المناطق والاستخدام الأمثل للنقل العام وتقليل كلفة التمويل والتشغيل إلى الحد الأدنى وتوفير فرص العمل.

ان تزايد الاعتماد على وسائل النقل العام أصبح ضرورة بيئية وأحد مؤشرات التنمية المستدامة.

والتوجّه المتنامي نحو زيادة الاعتماد على وسائل النقل العام في الدولة ، ينطوي على أهمية كبيرة ومردود اقتصادي، فمن شأنه التقليل من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تفاقم مشكلة الازدحام المروري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظه لشركه المجد

تصميم و برمجه شركه سبارك للأنظمة